هلال رمضان

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

هلال رمضان أو هلال العيد لعبة فلكية يتبارى فيه الزعماء العرب والإسلاميون السنة و الشيعة لرؤية أَحد عشر كوكبا والشمس والقمر لهم ساجدين .الصراع بين الدول الإسلامية على سباق رؤية هلال العيد أو هلال رمضان، أو إنكار رؤيته، صراع رمزي في أحد وجوهه؛ على البصر والبصيرة واستحواذ الإيمان والتقوى، لعله صراع على جدارة العرش. الدعوة إلى تحرّي هلال العيد هي خدعة سلطانية، ومكيدة، مثل الدساتير العربية التي ليست سوى حبراً على ورق . أحد المعارف رأى هلال شوال مع صديق له فقصد الهيئة الشرعية للشهادة مع شاهد آخر، كما طلبت دار الإفتاء، فطرودهما شرّ طردة، وأظنهما نجيا من الاعتقال بتهمة سياسية مثل تهمة توهين روح الأمة أو إضعاف الشعور القومي. فإعلان العيد قرار سياسي و طائفي محض، معقود بعواصم الأقاليم الكبرى؛ مثل الرياض وطهران التي تنصب فيها المجاهر والتلسكوبات على سرائر الشعب تتبعاً للشموس والأقمار، وليس على أفلاك السماء لمعرفة أسرارها أو غزوها كما يفعل الغرب.

المفتي في معظم الدول العربية إما هو أعمى بصر، كما في السعودية، أو أعمى بصيرة كما في أغلب الدول العربية، وهو ينظر إلى مصابيح القصور وليس إلى أنوار الحق، والسلطان يريد القول: "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أهديكم إِلَّا سبيل الرشاد". رؤية القمر تعني العرش، وتعني معرفة المواقيت والزمن، وعقارب الزمن العربي مقيدة، والسلطان العربي يقول أنا الذي أعلن العيد وأفرج عن القمر، وأحدد التقدم والتأخر. القمر وهو آية من آيات الرحمن هو أحد خدامي وحاشيتي، إن شئت حبسته وحبست عيدكم، وإن شئت جوعتكم يوماً آخر تصومونه لي، ستصومون بإرادتي وتفطرون برغبتي.

الأوربيون وقد بذّونا وتفوقوا علينا (بسبب تولينا واستبدالنا) وصعدوا إلى القمر ومشوا عليه، وزرعوا راياتهم وبنودهم خفّاقة فوقه، يقولون لنا إننا ما زلنا نخطئ في العدِّ والحساب. وقد دمرت أوطاننا وتهنا عن عناوين منازلنا، فلن نعرف منازل القمر وعدد السنين والحساب. والعلماء يقولون إن القمر أضبط من الشمس توقيتاً، ومن يجهل الشمس كيف يعرف القمر؟ والشمس في المعتقل. وفي قصة لزكريا تامر، يصفّر الشرطي فتخرج الشمس من الصفارة، فالشرطي هو الذي يعلن النهار ويعلن الليل، ومواعيد النوم واليقظة.

ساعتنا تؤخر كثيراً، هي متأخرة نصف قرن.الساعة العربية رملية، والرمل مخلوط بحجارة كثيرة ومعجون بدماء الأبرياء والباحثين عن الشمس. تسعى أنظمة الحكم العربية إلى سرقة القمر، كما سرقت الشمس، تحرّي القمر يعني رفعاً للرأس إلى السماء، وكان المفكر جوزف كامبل يقول إن أحد أسباب ارتفاع نسب الجريمة في المدن الكبرى هو أن سكانها لا يرفعون رؤوسهم للسماء.

والأساطير تربط الذئب بالقمر، وكتبت قصص وحكايات وصنعت أفلام عن الرجل الذي يتحول إلى ذئب عند اكتمال القمر بدراً، وأساطير عن ابتلاع الحوت للقمر، وفي مظاهرات سورية ومصرية خرج متظاهرون يضربون الأواني والطناجر احتجاجاً على الحوت العربي الذي ابتلع البلاد. الذئب في حكاية ليلى افترس ليلى، والذئب في الحكاية الثانية أكل الخراف السبعة، وأكل صفوة الشعب، وقد بلع الرئيس هذه المرة الشمس والقمر، وفي قصة يوسف عليه السلام ذئب أيضاً، لكنه بريء ليس كالذئاب التي تحكمنا.

المعتقلات المعاصرة العربية الكبيرة والصغيرة تحجب الشمس والقمر. وتربط دارسات إسلامية الصوم في الأيام البيض بحركة المدِّ والجزر، والحد من تأثير القمر بنجوم صناعية مثل أمل عرفة وإلهام شاهين ورانيا ورغدا وباسم يوسف وعادل إمام، فالغرض هو صرف الناس عن رؤية السماء الرائعة، ورؤية القمر، ومعروفة المواقيت.